محليات
36
❖ لندن – هويدا باز
في تجربة إعلامية هي الأولى من نوعها لأبناء الجالية الطلابية القطرية في الجامعات البريطانية، أجرت الطالبة سارة ذياب، الدارسة في جامعة «كينجز كوليدج» البريطانية، حوارًا مع أول مسلم بريطاني وأصغر شخص في تاريخ بريطانيا يتولى منصب عمدة بلدية ويستمنستر، وذلك ضمن مبادرة «بودكاست حدّثنا» التي أطلقتها الملحقية الثقافية القطرية في لندن بهدف تطوير مهارات الطلبة الشخصية، وإعدادهم لسوق العمل بعد التخرج.
وخلال الحلقة التي قدّمتها الطالبة عبر شبكة الإنترنت، عرضت نموذجًا متميزًا من أبناء الجاليات الإسلامية المقيمة في المملكة المتحدة، وسلّطت الضوء على تجربته في العمل السياسي والاجتماعي.
وقد حاورت الطالبة سارة، العمدة حمزة تاوزال في الحلقة السادسة من المبادرة، والتي انطلقت قبل أكثر من شهر، برعاية الملحقية الثقافية القطرية في لندن. وامتد الحوار قرابة 63 دقيقة، ولاقى تفاعلًا واسعًا من المتابعين في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.
وطرحت سارة خلال الحوار مجموعة من الأسئلة المتميزة حول مسيرة حمزة تاوزال، وكيف تمكن من تحقيق هذا الإنجاز والوصول إلى أحد أبرز المناصب البلدية في العاصمة البريطانية، كما ناقشت معه ردود فعل الموظفين في البلدية والمجتمع البريطاني تجاه توليه المنصب، إلى جانب أهمية مشاركة الشباب المسلم في بريطانيا بالحياة السياسية.
– تجربة عملية ملهمة
وفي تصريحها لـ «الشرق»، قالت الطالبة سارة ذياب، وهي طالبة في السنة الثانية بتخصص العلاقات الدولية في جامعة كينجز كوليدج: «وقع اختياري على السيد حمزة تاوزال لأنه شخصية حققت العديد من النجاحات، واقتحمت العمل السياسي بقوة، مع تمسكه بهويته الإسلامية. ما لفت انتباهي هو حديثه الواثق عن هويته العربية في الغرب، وافتخاره بكونه مسلمًا رغم نشأته في بيئة غير مهيأة للمسلمين مثل المملكة المتحدة».
وأضافت: «كشف لنا خلال الحوار عن أبرز التحديات التي واجهها في رحلته للوصول إلى منصب عمدة ويستمنستر، وقد كانت شخصيته ملهمة، حيث قدّم نموذجًا لكيفية تحقيق الطموحات والنجاح دون التفريط بالقيم الإسلامية والمبادئ الشخصية».
وأكدت سارة أن الحوار شكّل بالنسبة لها تجربة عملية مهمة، ومثّل انطلاقتها نحو الحياة المهنية، قائلة: «تعلمت من هذه التجربة كيف يمكن تحقيق التوازن بين النجاح الشخصي والحفاظ على الهوية في هذا العصر، وكانت رسالة حمزة تاوزال قوية لكل عربي ومسلم يعيش في الغرب، بأن التمسك بالقيم والدين لا يتعارض مع الطموح والتميز».
– أصغر عمدة مسلم
وخلال الحوار الذي أجرته الطالبة سارة ذياب، تعرّف المشاهدون على جوانب بارزة من مسيرة حمزة تاوزال، الذي يتولى منصب عمدة بلدية ويستمنستر، حيث تقلّد هذا المنصب الرفيع في سن الـ22 فقط.
وأشار تاوزال إلى أن بداياته كانت مبكرة في منطقة ويستمنستر، مسقط رأسه، والتي وصفها بـ «موطنه»، إذ بدأ الانخراط في العمل السياسي منذ سن السادسة عشرة، وانتُخب عضوًا في المجلس البلدي للمنطقة وهو في الثامنة عشرة من عمره. ومن هناك، واصل نشاطه الاجتماعي والسياسي ضمن المجلس البلدي.
وأوضح تاوزال أنه لم يكن يخطط لتولي منصب العمدة، رغم انضمامه إلى حزب العمال وتطلعه للتدرج في العمل السياسي، إلا أن عددًا من زملائه في المجلس البلدي رشحوه للمنصب، لينجح في الفوز به، رغم ما واجهه من انتقادات من بعض القائمين على العمل السياسي داخل المجلس، مؤكدًا أنه أثبت جدارته من خلال أدائه المهني والتزامه بمسؤولياته.
كما استعرض العمدة الشاب خلال الحوار لقاءه مع الملك تشارلز الثالث عندما كان لا يزال وليًا للعهد، إضافة إلى مشاركته في عدد من المناسبات الملكية، أبرزها جنازة الملكة إليزابيث الثانية. واعتبر تاوزال أن توليه منصب العمدة شكّل نقطة تحول رئيسية في مسيرته السياسية، وفتح أمامه آفاقًا جديدة، على رأسها سعيه للترشح إلى البرلمان البريطاني خلال الانتخابات المقررة عام 2029.
مساحة إعلانية