محليات
2
عدة أسباب وراء هذه الحالة..
د. فردوس صالح
❖ الدوحة – الشرق
قالت الدكتورة فردوس صالح -طبيبة استشاري طب الأسرة في مركز جنوب الوكرة التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، إنَّ اضطرابات النوم تتنوع لتشمل الأرق، وهو الأكثر شيوعًا، حيث يجد المصاب صعوبة في بدء النوم أو الاستمرار فيه، كما توجد اضطرابات التنفس أثناء النوم مثل انقطاع النفس النومي، بالإضافة إلى حالات فرط النوم كالنوم القهري، واضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية مثل تأخر النوم أو اضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام المناوبات. وتشمل القائمة أيضًا سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم تُعرف بـ «الباراسومنيا» كالمشي أثناء النوم أو الرعب الليلي، إلى جانب اضطرابات الحركة مثل متلازمة تململ الساقين أو الحركات الدورية للأطراف.
وأضافت الدكتورة فردوس صالح «تعود أسباب اضطرابات النوم إلى عوامل متنوعة، أبرزها العوامل النفسية مثل القلق، الاكتئاب، والضغوط الحياتية أو الصدمات، إضافة إلى السلوكيات الخاطئة كسهر الليل، أو الإفراط في استخدام الشاشات قبل النوم، أو تناول الكافيين والمحفزات في أوقات متأخرة. كما تلعب الحالات الطبية المزمنة، كآلام الجسم أو مشاكل التنفس أو اضطرابات الغدد، دورًا كبيرًا في التأثير على النوم، إلى جانب بعض الأدوية التي تسبب الأرق، مثل المنبهات أو مضادات الاكتئاب. كذلك، يمكن أن تساهم البيئة المحيطة، من إضاءة مزعجة أو ضوضاء أو فراش غير مريح، في تفاقم المشكلة».
وحول الآثار النفسية لاضطراب النوم أشارت الدكتورة فردوس صالح إلى أنَّ الآثار لا تقف عند حدود الجسد، بل تتعداها إلى النفس والعقل، فقلة النوم تخل بتوازن كيمياء الدماغ، ما يؤدي إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب، وتراجع في القدرة على التركيز والانتباه.
ونصحت بالتوجه للطبيب عند ظهور سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم، مثل المشي أو الحديث، أو عند وجود شخير مزعج أو انقطاع في النفس خلال النوم، أو الشعور الدائم بالتعب رغم الحصول على ساعات نوم كافية، أو عند استخدام أدوية منومة دون جدوى، أو في حال وجود أعراض اكتئاب أو قلق مرافقة.
يبدأ التشخيص بجمع التاريخ الطبي والنومي للمريض، متضمنًا نمط النوم والسلوكيات المرتبطة به والأدوية المستخدمة. ويُستخدم في ذلك أيضًا استبيانات متخصصة مثل مقياس إيبورث للنُعاس، كما يخضع المريض لفحص سريري لتقييم التنفس والعوامل الجسدية المؤثرة، وقد يطلب الطبيب إجراء تخطيط نوم كامل في مختبر النوم (PSG) لرصد مراحل النوم والوظائف الحيوية أثناءه. أحيانًا، يُطلب إجراء تحاليل إضافية لتقييم الحالة الهرمونية أو الكشف عن أمراض مرافقة.
أما العلاج، فيعتمد على نوع الاضطراب وسببه، ويُعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أبرز أساليب العلاج الفعّالة، حيث يركز على تصحيح الأفكار السلبية والسلوكيات الخاطئة المرتبطة بالنوم، كما تساعد تمارين الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا في تهدئة الجهاز العصبي وتسهيل الدخول في النوم، وتُستخدم بعض الأدوية عند الحاجة، مثل الميلاتونين أو بعض مضادات الاكتئاب تحت إشراف طبي. ولا يقل تعديل نمط الحياة أهمية، ويشمل ذلك الالتزام بروتين نوم ثابت، تقليل استهلاك الكافيين في المساء، وممارسة النشاط البدني بانتظام، مع تجنّب التمارين الشاقة في الليل.
ونصحت الدكتورة فردوس صالح بالمحافظة على وقت نوم واستيقاظ منتظمين حتى في عطلات نهاية الأسبوع، تجنب المنبهات كالكافيين والنيكوتين في المساء، تجهيز غرفة نوم مريحة وهادئة ومعتمة، وممارسة التمارين الرياضية خلال النهار لتحفيز جودة النوم.
مساحة إعلانية
