في أجواء احتفالية بهيجة، وبمناسبة عيد العرش المجيد، عاشت ساكنة سيدي البرنوصي على وقع ثلاث ليالٍ من الفرح والفن، وذلك في إطار النسخة الثالثة من المهرجان الصيفي لسيدي البرنوصي، التي نُظمت من طرف مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي، وبتنسيق مع مجلس جماعة الدار البيضاء ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات، وتحت إشراف مباشر من عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي.
المهرجان الذي احتضنه شاطئ النحلة، تحوّل إلى نقطة إشعاع ثقافي وفني، استقطب جمهورًا غفيرًا فاق كل التوقعات، بلغ ذروته في سهرة يوم السبت، حيث قُدّر عدد الحاضرين بأزيد من 20 ألف متفرج، في مشهد جسّد عطش الساكنة للفرجة الراقية والمجانية في فضاء مفتوح وآمن.
هذا النجاح اللافت لم يكن ليتحقق لولا التنظيم المحكم والتنسيق الميداني الذي طبع مختلف مراحل الإعداد والتنفيذ. وقد أشرفت عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بشكل مباشر على تفاصيل التنظيم، فيما لعبت المصالح الأمنية للمنطقة دورًا محوريًا في تأمين السهرات، عبر استنفار كل التشكيلات الأمنية تحت قيادة رئيس المنطقة الأمنية، وبدعم ميداني من العميد المركزي ورئيس الشرطة القضائية، ما ضمن مرور التظاهرة في ظروف مثالية، خالية من أي إخلال أمني.
من جهة أخرى، حضر رجال السلطة المحلية بكثافة إلى جانب الفرق التنظيمية، وكانوا حاضرين في قلب الحدث، مساهمين في ضبط السير العام وضمان راحة وسلامة الحاضرين.
أما على مستوى البرمجة الفنية، فقد تميّزت بالتنوع والغنى، حيث استضافت السهرات أسماء فنية وازنة تجاوب معها الجمهور بحرارة، ما أضفى على الفضاءات نكهة احتفالية بامتياز، عكست روح الانتماء والاعتزاز بالموروث الثقافي المحلي.
وقد كان الحضور الشخصي والمستمر لرئيس مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي لافتًا، حيث أشرف بنفسه على التنسيق مع كل المتدخلين، وسهر على كل صغيرة وكبيرة، حرصًا على إنجاح هذه الدورة التي اعتُبرت بحق دورة استثنائية بكل المقاييس.
هكذا، جسد مهرجان سيدي البرنوصي الصيفي في دورته الثالثة نموذجًا يحتذى به في العمل المشترك بين مختلف المؤسسات، ورسالة قوية مفادها أن الاحتفاء بالفن والثقافة يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز الروابط الاجتماعية، وبث روح الأمل في أحياء طالما انتظرت أن تُنصف على خارطة التظاهرات الكبرى.
أنس القرني
مرتبط
