لطالما كنت من الأشخاص الذين يميلون إلى استخدام المنتجات الطبيعية في روتين العناية الشخصية، وخاصة فيما يتعلق بالشعر. وبعد معاناة طويلة مع تساقط الشعر، دفعني الفضول إلى خوض تجربتي مع زيت القطران للشعر بعد البحث المستمر عن حلول تقليدية ومجربة وبعد الكثير من الابحاث التي قمت بها.
زيت القطران، المستخلص عادة من خشب أشجار الصنوبر أو من المواد البترولية العضوية، يُعرف منذ القدم بخصائصه القوية في علاج مشاكل فروة الرأس، كالقشرة، والالتهابات، وحتى الثعلبة في بعض الحالات. لكن في الوقت نفسه، هو زيت ثقيل، برائحة قوية، وقد يكون استخدامه غير مريح للبعض.
الخطوات الاولى للتجربة
بدأت تجربتي مع زيت القطران للشعر عندما لاحظت ازديادًا في تساقط شعري، خاصة بعد الاستحمام أو التمشيط. نصحتني إحدى صديقاتي باستخدامه، مؤكدة أنه ساعدها في تحسين كثافة شعرها وتخفيف القشرة. اشتريت الزيت من مصدر موثوق أونلاين، وبدأت باستخدامه مرة في الأسبوع، حيث كنت أمزجه مع زيت الزيتون أو زيت الخروع لتخفيف رائحته وقوامه الثقيل.
كنت أضع المزيج على فروة رأسي مع تدليك خفيف، وأتركه لمدة ساعتين قبل غسله جيدًا باستخدام شامبو طبيعي. وفي بعض الأحيان، كنت أضطر لغسل شعري مرتين للتخلص تمامًا من أثر الزيت والرائحة.
الإيجابيات التي لاحظتها
بعد ثلاث جلسات فقط، بدأت ألمس نتائج فعلية. خفّ تساقط الشعر تدريجيًا، وأصبحت فروة رأسي أكثر توازنًا، لا دهنية ولا جافة كما كانت سابقًا. شعرت بأن شعري أصبح أكثر قوة عند الجذور، كما لاحظت أن القشرة التي كانت ترافقني اختفت بنسبة كبيرة.
من الأمور التي فاجأتني أيضًا خلال تجربتي مع زيت القطران للشعر هو تأثيره الإيجابي على اللمعان. رغم أنه زيت ثقيل، إلا أن شعري بدا أكثر حيوية بعد غسله وتجفيفه، خاصة مع الاستمرار في استخدامه بشكل منتظم مرة أسبوعيًا.
السلبيات التي لا يمكن الهروب منها
رغم الفوائد الواضحة، لم تخلُ تجربتي مع زيت القطران للشعر من بعض الملاحظات السلبية، التي من المهم الحديث عنها لضمان المصداقية والواقعية.
• أول هذه السلبيات كانت الرائحة. زيت القطران يتميز برائحة قوية جدًا، أشبه برائحة الدخان أو الفحم، وهي رائحة لا يمكن للجميع تحملها. في بعض المرات، اضطررت لتأجيل خروجي من المنزل بعد استخدامه إلى أن تزول الرائحة تمامًا، حتى بعد غسل الشعر.
• ثانيًا، لاحظت أن ملمس شعري بعد الاستخدام كان أحيانًا يميل إلى الجفاف، خاصة عند وضع كمية كبيرة من الزيت دون مزجه جيدًا بزيوت مرطبة. لذلك، تعلمت أن أفضل طريقة للاستفادة من القطران هي باستخدامه بكمية معتدلة ومع زيوت أخرى مغذية.
• كما أن بعض أنواع زيت القطران الموجودة في السوق قد تكون مغشوشة أو مضافة بمواد غير آمنة، لذا من المهم شراءه من مصدر موثوق، وعدم استخدامه إلا بعد اختبار بسيط على جزء صغير من الجلد لتجنّب الحساسية.
نصائح عند الشراء:
اقرئي المكونات جيدًا: يجب أن يكون “قطران طبيعي” أو “Tar Oil” فقط دون إضافات غير معروفة.
تأكدي من اللون والرائحة: زيت القطران الأصلي لونه أسود قاتم وله رائحة قوية نفاذة.
اطلبي شهادة الجودة أو بلد المنشأ إن أمكن، خاصة عند الشراء عبر الإنترنت.
تجنبي المنتجات الرخيصة جدًا؛ لأن القطران الطبيعي مكلف نسبيًا.
ابحثي عن تقييمات وتجارب الآخرين حول المنتج أو البائع.
خلاصة التجربة
بكل صدق، يمكنني القول إن تجربتي مع زيت القطران للشعر كانت مفيدة، لكنها تطلبت صبرًا وتحملًا لبعض الإزعاج المؤقت. لم تكن النتائج فورية، ولكن مع المواظبة والاستعمال المنتظم، لاحظت تحسنًا في صحة شعري وفروة رأسي. الفائدة الكبرى كانت في تقليل التساقط بشكل واضح، وتحفيز نمو شعر جديد في بعض المناطق الخفيفة.
أنصح باستخدام زيت القطران كعلاج أسبوعي، ولكن بحذر ووعي، خاصة لمن لديهم فروة رأس حساسة أو لا يتحملون الروائح القوية. وقد لا يكون مناسبًا للجميع، لكنه يستحق التجربة لمن يعاني من مشاكل مزمنة في الشعر.
أكدت تجربتي مع زيت القطران للشعر أن الطبيعة ما زالت تحمل الكثير من الحلول التي قد نغفل عنها بسبب اعتمادنا المفرط على المنتجات الصناعية. ومع أنه ليس علاجًا سحريًا، إلا أن نتائجه تدوم طويلاً لمن يتحلى بالصبر ويستخدمه بطريقة صحيحة ومتوازنة.
إقرئي أيضاً: تجربتي مع المشاط للشعر للعناية به وتغذيته!