عربي ودولي
74
السويداء
الدوحة – موقع الشرق
أكد وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، أن الدولة السورية اتخذت خطوات واضحة لحماية المدنيين والحد من توسّع النزاع في محافظة السويداء، مشيراً إلى أن ما جرى لم يكن حملة عسكرية مخططة، بل استجابة طارئة لتفاقم العنف في المنطقة.
وأوضح المصطفى، خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت، أن الدولة تجاوبت مع نداءات الوسطاء الدوليين لتفادي المواجهة العسكرية أو حرب مفتوحة قد تعرقل المسار التنموي في سوريا، غير أن “المجموعات المسلحة سلكت طريقاً مغايراً تمثّل في أعمال انتقام وتهجير ممنهجة”.
وأشار إلى أن الفوضى في السويداء ليست وليدة اللحظة، بل تفاقمت نتيجة للمناخ المتوتر الذي خلّفه عناصر المجلس العسكري في المحافظة، وهو ما أسهم في تأجيج التوترات الاجتماعية القائمة.
وشدد على أن الدولة سعت إلى الحلول السياسية منذ البداية، مؤكداً أن الحكومة تتحمّل مسؤولية حماية جميع المواطنين.
مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء
بيّن المصطفى أن اتفاق السويداء يتألف من ثلاث مراحل، تنص المرحلة الأولى على نشر قوى الأمن الداخلي لفض الاشتباكات، لا سيما في ريف السويداء الغربي والشمالي، إضافة إلى بعض الطرق الرئيسة خارج المدن للحد من الاحتكاك.
وأضاف أن المرحلة الثانية تتضمّن افتتاح معابر إنسانية مع محافظة درعا، لتأمين خروج الجرحى والمدنيين الراغبين في مغادرة السويداء.
أما المرحلة الثالثة، التي ستبدأ بعد ترسيخ التهدئة، فتشمل تفعيل مؤسسات الدولة، وانتشاراً تدريجياً لقوى الأمن الداخلي بما يضمن فرض القانون وعودة الحياة الطبيعية.
ونوّه أن قوات الأمن ستعمل على تنفيذ القانون وضمان إخلاء المحتجزين من الطرفين، في إطار تنفيذ وقف إطلاق النار.
وشدد المصطفى على أن هذا المسار هو ما تحتاج إليه السويداء بعد شهور من التوتر، مؤكداً أن الدولة تعمل بجدية وفق واجبها الوطني وحرصها على وحدة سوريا.
وجدد المصطفى التأكيد على مسؤولية الدولة تجاه جميع المواطنين، داعياً إلى تبنّي خطاب وطني جامع وتغليب صوت العقل.
غياب الدولة فاقم أزمة السويداء
أوضح وزير الإعلام السوري أن غياب الدولة كان سبباً رئيسياً في الأزمة، بينما يشكّل وجودها المدخل الحقيقي للحل، لافتاً إلى أن الدولة حرصت منذ سقوط نظام الأسد على توفير المتطلبات الأساسية للحياة داخل السويداء.
كما أشار إلى أن المجموعات المسلحة كانت تنتهج سلوكيات استفزازية، وترفض أي حلول سياسية، إلى جانب اعتمادها نموذجاً منغلقاً لا يتوافق مع وحدة البلاد.
وأكد أن الدولة تفضّل دائماً اللجوء إلى الحلول السياسية، حتى وإن جاء ذلك على حساب بعض القضايا، كما جرى في السويداء خلال الفترة الماضية.
ودعا الوزير إلى تصرفٍ مسؤول، معتبراً أن سوريا تتّسع لجميع أبنائها، ومؤكداً أن الحل الوطني هو المسار الأمثل لبناء المستقبل.
وشدد المصطفى على أن السياسة السورية ترتكز على ثلاثة أعمدة لا يمكن التخلي عنها: بلد واحد، حكومة واحدة، وجيش واحد، مضيفاً: “الدولة تتفهم خصوصية كل منطقة، وتسعى للحلول التفاوضية والسياسية، لكنها حريصة على حصر السلاح بيدها وإدماج كل التنظيمات في الجيش”.
مساحة إعلانية