فلكية جدة: غداً آخر تعامد للشمس هذا العام على الكعبة المشرفة




<div style="text-align: justify;">تشهد سماء مكة المكرمة، يوم غدٍ الثلاثاء 15 يوليو 2025، واحدة من أندر <a href="https://www.alyaum.com/articles/6604149/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/%D9%81%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%85-%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9" target="_blank">الظواهر الفلكية</a> وأكثرها دقة وروعة، حين تتعامد الشمس تماماً على الكعبة المشرفة للمرة الثانية والأخيرة هذا العام.<br /><br />هذا الحدث، المعروف فلكياً باسم "التسامت الشمسي”، يتكرر مرتين سنوياً، ويُعد من الظواهر التي تجسد انسجام الكون وانتظام حركته بطريقة مدهشة تأسر الأنظار وتثير التأمل.<br /> </div><div style="text-align: justify;">وبحسب ما أوضحه رئيس <a href="https://www.alyaum.com/articles/6602781/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D8%B8%D9%87%D9%88%D8%B1-%D8%A8%D9%82%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D9%81%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%B6%D8%AD" target="_blank">الجمعية الفلكية بجدة</a>، المهندس ماجد أبو زاهرة، فإن لحظة التعامد ستحدث عند الساعة 12:27 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة (9:27 صباحاً بتوقيت غرينتش)، عندما تتوسط الشمس خط الزوال فوق مكة، متعامدة تماماً على الكعبة المشرفة بزاوية ارتفاع تبلغ نحو 89.5 درجة.</div><h2 style="text-align:justify">اختفاء ظل الكعبة</h2><div style="text-align: justify;"><br />وفي تلك اللحظة، يختفي ظل الكعبة بالكامل، وتصبح ظلال الأجسام العمودية المحيطة بها شبه معدومة، في مشهد بصري نادر يتزامن بدقة مع أذان الظهر في المسجد الحرام.</div><div style="text-align: justify;">ويشير أبو زاهرة إلى أن هذا التعامد يحدث خلال رحلة الشمس الظاهرية السنوية بين مداري السرطان والجدي.<br /><br />فبعد أن تبلغ الشمس أقصى ميل لها شمالاً عند مدار السرطان في يونيو، تبدأ في العودة جنوباً نحو خط الاستواء، وعند عبورها خط عرض مكة المكرمة (21.4 درجة شمالاً) في يوليو، تقع لحظة التعامد الثانية لهذا العام.</div><figure class="image" style="float:left"><img alt="" height="233" src="**NP_IMAGE_BODY[2623498]**" width="175" /><figcaption></figcaption></figure><h2 style="text-align:justify"><br />ميل محور الأرض</h2><div style="text-align: justify;"><br />وتعود هذه الظاهرة إلى ميل <a href="https://www.alyaum.com/articles/6602768/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%83%D9%88%D9%8A%D9%83%D8%A8-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9" target="_blank">محور الأرض</a> بمقدار 23.5 درجة، ما يسبب تغير زاوية سقوط أشعة الشمس على الأرض على مدار العام، وبالتالي يظهر لنا هذا "الحراك الظاهري” للشمس في السماء.<br /><br />لكن الظاهرة لا تقف عند حدود المشهد الجمالي وحده، بل تحمل قيمة علمية وعملية كبيرة، حيث يمكن من خلالها تحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية من أي مكان في العالم، دون الحاجة إلى أجهزة أو أدوات. ويكفي لمن يرغب في تحديد القبلة أن يراقب موقع الشمس في لحظة التعامد، فالمكان الذي تظهر فيه الشمس في السماء يشير مباشرة إلى موقع مكة المكرمة.<br /><br />وقد استخدم المسلمون هذه الطريقة منذ قرون قبل اختراع البوصلة، ولا تزال دقيقة وموثوقة حتى اليوم، خاصة في المناطق النائية التي يصعب فيها ضبط اتجاه القبلة باستخدام الوسائل الحديثة.</div><h2 style="text-align:justify"><br />دراسة الظواهر الجوية</h2><div style="text-align: justify;"><br />إلى جانب ذلك، توفر الظاهرة فرصة علمية نادرة لدراسة ظواهر مثل الانكسار الجوي وتأثير طبقات الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري، وهو ما يسهم في تعزيز الفهم العلمي للظواهر الفلكية.<br /><br /><br />كما يمكن الاستفادة من هذه اللحظة لإجراء تجارب تقليدية لحساب محيط الأرض، اعتماداً على طرق هندسية استخدمها العلماء القدماء، مما يعزز الفهم العملي لكروية الأرض وتوزيع الظلال والانحناء الأرضي.<br /><br /><br />وللزوار والمقيمين في مكة، تمنحهم هذه اللحظة فرصة لمشاهدة اختفاء الظلال عن أجسام مثل الأعمدة أو العصي القائمة على الأرض، وهو مشهد يجمع بين الروعة البصرية والدهشة العلمية في آن واحد.<br /><br /><br />ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، بما تحمله من دقة فلكية وجمال طبيعي ورمزية روحية، تظل واحدة من أجمل اللحظات التي يشهدها العالم الإسلامي كل عام، وتؤكد على عظمة هذا الكون ودقة نظامه، في مشهد يعيد إلى الأذهان تلك العلاقة العميقة بين العلم والإيمان.</div>



Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top