شهد ملعب “أنفيلد” ليلة استثنائية أعادت التأكيد على المكانة الرفيعة التي يحظى بها النجم المصري العالمي محمد صلاح، فخر العرب والعالم، سواء داخل ليفربول أو في قلوب جماهير كرة القدم حول العالم. جاءت عودته بعد أيام من الجدل مع المدرب آرني سلوت، إلا أن المشهد في الملعب حمل رسالة تصالح قوية وروحًا إيجابية تعكس عمق العلاقة بين أحد أعظم لاعبي ليفربول في العقد الأخير ومدرب يسعى لقيادة الفريق بثبات نحو المنافسة.

بدأت ملامح المصالحة من اللحظات الأولى حين علت أصوات الجماهير بأغنية محمد صلاح، ثم تبعها هتاف لاسم آرني سلوت، في دلالة واضحة على أن أنفيلد ليس ساحة للخلاف، بل منبر لوحدة الفريق. وبعد أسبوع من تصريح صلاح بأن العلاقة لم تعد قائمة، جاءت العودة لتؤكد نضج الطرفين وقدرتهما على تجاوز التوتر. وأكد سلوت أن “المشكلة أصبحت من الماضي”، وأن النجم المصري بالنسبة إليه “لا يختلف عن أي لاعب آخر” في الفريق. ورغم استبعاده المؤقت من قائمة ميلانو، فإن الحوار البنّاء سمح بعودة الروح بين الطرفين.
عودة مؤثرة وظهور فني يليق بالنجم العالمي
حقق ليفربول فوزًا مهمًا على برايتون، لكن ما خطف الأنظار كان الدور الإيجابي لصلاح في المباراة. ورغم جلوسه على الدكة في البداية، لم يخفِ المدرب أنه قرار سهل إدراجه في القائمة اعتمادًا على “الأفعال لا الأقوال”. وما إن دخل صلاح إلى الملعب حتى بدت بصمته واضحة، إذ صنع الفارق بتحركاته وتمريراته ومساهمته في هدف التعزيز الذي سجله إيكيتيكي برأسية جاءت من ركلة ركنية نفذها صلاح بدقة.
ظهر صلاح في المباراة باندفاع جماعي لافت، فسدد كرة قوية تصدى لها الحارس، وكاد يسجل مرة أخرى في الوقت بدل الضائع. كما عُرف عنه في مواقف معينة الميل إلى التمرير أكثر من التسديد، في رسالة واضحة بأن النجم الذي اتُّهم بالأنانية في مباراة سابقة، يقدّم نموذجًا مختلفًا للاعب الجماعي الذي يبحث عن صناعة الفارق للفريق قبل نفسه.
بدا واضحًا أن صلاح في حالة بدنية مميزة، ربما نتيجة تدريبات فردية مكثفة خلال سفر الفريق إلى إيطاليا. وتحرك باستمرار وساهم دفاعيًا حين عاد سريعًا لإيقاف هجمات برايتون المرتدة. وبرهن النجم المصري من جديد أنه ركيزة لا غنى عنها داخل الفريق، وبطل يسهم في رفع معنويات زملائه.
تبديلات مؤثرة وروح جماعية متجددة
دخل صلاح المباراة مبكرًا بعد إصابة جو غوميز، ولاقى استقبالًا عظيمًا من جماهير “الكوب” التي رددت أغنياته وهتفت باسمه بحرارة. وعند نهاية المباراة، صافح الجماهير وصفق لها وهو يربت على شعار النادي، في لقطة مؤثرة حملت الكثير من المعاني. لا يبدو أنها كانت لحظة وداع، بل تأكيدًا على استمرار علاقة الحب بين النجم المصري وأنفيلد.
من جهة أخرى، تألق إيكيتيكي وسجل أسرع هدف لليفربول في الدوري منذ 2019، فيما أظهر برايتون مقاومة كبيرة دفعت أليسون للتألق. كما شهدت المباراة عودة كاوورو ميتوما بعد غياب طويل، لكن التحية الأكبر في الملعب خُصصت لجيمس ميلنر الذي ربما يخوض ظهوره الأخير في أنفيلد.
نهاية مفتوحة ورسم لمستقبل أكثر إشراقًا
رغم كل ما أثير حول العلاقة بين النجم المصري فخر العرب محمد صلاح وسلوت، حملت الليلة رسالة واضحة: محمد صلاح يبقى، في نظر الجمهور والفريق، فخرًا عالميًا لا بديل عنه. والروح الإيجابية التي سادت المباراة قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التفاهم والنجاحات المشتركة.
وبحسب كلمات سلوت نفسه، فإن هذه ليست سوى بداية لتعاون أكبر، وأن صلاح “شُوهد يشكر الجماهير شأنه شأن أي لاعب آخر”. لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أنّ صلاح ليس “أي لاعب”، بل أحد أعظم من مرّوا بتاريخ ليفربول، وصوت الجماهير في أنفيلد يشهد على ذلك.
نُشر بواسطة مكتب أخبار- مينانيوزواير
