بنسعيد يوقع بجنيف مذكرة تفاهم مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية


شارك المغرب، ممثلا بوزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الثلاثاء في الدورة الـ66 لاجتماعات جمعيات الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو – WIPO)، المنعقدة بجنيف السويسرية خلال الفترة ما بين 8 و17 يوليوز 2025.

وضم الوفد المغربي كلا من عمر زنيبر، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، وعبد العزيز بابقيقي، المدير العام للمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية (OMPIC)، إلى جانب دلال محمدي علوي، مديرة المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

وفي كلمته خلال الجلسة، أكد الوزير بنسعيد التزام المغرب، تحت القيادة الملكية السامية، بتعزيز التعددية كإطار للتشاور والتضامن الدولي وبناء حلول مستدامة. وشدد على الدور الاستراتيجي للملكية الفكرية كأداة للتحول الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتكنولوجي، مبرزاً أن المغرب يدعم إقامة نظام عالمي عادل ومتوازن للملكية الفكرية يخدم التنمية المستدامة.

كما أشاد الوزير باعتماد المنظمة لاتفاقيتين دوليتين جديدتين في عام 2024، واعتبر أن هذا الإنجاز يعكس مرونة العمل متعدد الأطراف، رغم التعقيدات التي يعرفها السياق الدولي. وفي هذا السياق، دعا المغرب إلى فتح نقاش دولي معمق حول التحديات القانونية والأخلاقية التي تطرحها التقنيات الناشئة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، واقترح أن تضطلع منظمة الويبو بدور قيادي في هذا المجال، بما يضمن الإنصاف والسيادة الرقمية.

وفي سياق متصل، جدد المغرب تأكيد قناعته بأن التعاون بين دول الجنوب والتعاون الإقليمي يشكلان رافعة أساسية لتمكين الدول النامية من الاستفادة الكاملة من نظام الملكية الفكرية العالمي، في إطار رؤية ملكية تؤمن بقوة التعاون والشراكة.

وقد شهد اللقاء توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين المغرب والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، بهدف تعزيز الإبداع، وتقوية القدرات الوطنية، ودعم السياسات العامة في هذا المجال. كما جرى تسليط الضوء على عدد من المشاريع النموذجية مثل مشروع WIPO-CONNECT، ومبادرة تثمين خشب العرعر في الصويرة، وبرنامج السياحة الذوقية، والتي تعكس عمق التعاون بين الطرفين.

 

وأكد بنسعيد في كلمته أن الملكية الفكرية تعد محفزا رئيسيا للابتكار والتنمية المستدامة، موضحا أن المغرب يعمل على تنفيذ استراتيجية وطنية طموحة في هذا المجال من خلال خارطة طريق 2022-2026، يقودها OMPIC، وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

وسجل الوزير أن عام 2024 شكل نقطة تحول في مجال الملكية الفكرية بالمغرب، حيث ارتقى المغرب إلى المرتبة الأولى عالمياً في عدد التصاميم والنماذج الصناعية حسب الناتج المحلي، إلى جانب تحقيق نمو لافت في الإيداعات: +14% للعلامات التجارية، +26% للتصاميم والنماذج، و+4% للبراءات، وهو ما يعزى إلى التحول الرقمي الكبير لخدمات OMPIC، والتوعية الواسعة، وإنشاء مساحات للملكية الفكرية في الجامعات.

كما أشار الوزير إلى دينامية متقدمة في مجال المؤلف والحقوق المجاورة، مع استمرار تحديث الإطار القانوني وتفعيل المراسيم التطبيقية، وتطوير أداء المكتب المغربي لحقوق المؤلف بشراكة مع الويبو، مما يكرس التزام المملكة بتعزيز حماية الإبداع والمبدعين.

ويؤكد حضور المغرب الفاعل في اجتماعات المنظمة العالمية للملكية الفكرية حرصه على أن يكون شريكا أساسيا في صياغة السياسات العالمية المرتبطة بالابتكار والملكية الفكرية، بما يخدم مصالحه الوطنية ويعزز موقعه كبلد رائد في المنطقة في هذا المجال الحيوي.





Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top