‫ وسط آمال حذرة .. جولة مفاوضات ثالثة لتسوية النزاع الروسي الأوكراني في إسطنبول غدا


عربي ودولي

0

22 يوليو 2025 , 02:19م

alsharq

الدوحة – قنا

تتجه الأنظار إلى إسطنبول غدا الأربعاء حيث تعقد هناك جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية؛ بهدف إحياء مسار السلام بين البلدين اللذين يخوضان نزاعًا عسكريًا مستمرًا منذ فبراير 2022، والذي تسبب على أقل تقدير في مقتل عشرات الآلاف من الجانبين، بينهم مدنيون وعسكريون.


ويترأس الوفد الأوكراني للمفاوضات رستم أوميروف أمين مجلس الأمن والدفاع ، بينما يرأس الوفد الروسي  فلاديمير ميدينسكي المستشار الرئاسي، فيما يرأس وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الاجتماعات، بمشاركة رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، حيث تلعب تركيا دور الوسيط المحايد لتسهيل الحوار.


وأفادت مصادر دبلوماسية تركية بأن أنقرة تجري مشاورات مكثفة مع الطرفين لضمان إنجاح الجولة، لا سيما بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي، أن بلاده تعمل على تنظيم لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمشاركة محتملة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


في غضون ذلك، أعلن الكرملين اليوم أنه لا يوجد أساس لتوقع حدوث معجزات في الجولة الثالثة من محادثات السلام المباشرة مع أوكرانيا، مضيفا أن هذا أمر يكاد يكون مستحيلا في ظل الوضع الراهن، حيث قال دميتري بيسكوف، في تصريحات، “إن روسيا تعتزم السعي لتحقيق مصالحها وضمانها والوفاء بالمهام التي حددتها لنفسها منذ البداية”، رافضا إعطاء إطار زمني لإبرام اتفاق سلام محتمل، مكتفيا بالقول إنه لا يستطيع الإدلاء بتصريحات بشأن التوقيت، وذلك بعد يوم من توجيه زيلينسكي الدعوة مجددا لبوتين لعقد اجتماع مباشر، منوها إلى أن “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل الحديث عن إمكانية عقد بعض الاجتماعات رفيعة المستوى”.


وكانت إسطنبول قد استضافت جولتين من المفاوضات المباشرة بين الدولتين خلال الشهرين الماضيين، أسفرتا عن تبادل واسع النطاق للأسرى، لكنهما لم تُحرزا أي تقدم ملموس نحو إنهاء الصراع المسلح الذي مضى عليه  نحو ثلاث سنوات ونصف السنة، غير أنهما اتفقتا على تبادل المزيد من أسرى الحرب مع إعطاء الأولوية للأصغر سنا والأكثر جرحا وإعادة جثث نحو ستة آلاف جندي من كل جانب، كما تبادلتا قبل أكثر من شهر مسودتين تتضمنان أفكاراً حول ما يمكن أن يكون عليه اتفاق السلام لإنهاء الحرب بينهما، حيث تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية دولية واستعادة أراضيها، بينما تصر روسيا على تثبيت خطوط التماس الحالية والاعتراف بسيطرتها على مناطق دونيتسك، لوغانسك، زاباروجيا، خيرسون، والقرم، كما تشترط عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو.


بالمقابل رفضت أوكرانيا هذه المطالب ووصفتها بأنها إنذارات غير مقبولة، وشككت بجدوى إجراء المزيد من المفاوضات إذا لم تكن موسكو مستعدة لتقديم تنازلات، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وطالبت روسيا باحترام رغبتها بالانضمام لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

وتأتي المفاوضات الجديدة في إسطنبول في ظل ضغوط دولية متزايدة للتوصل إلى حل سلمي، وسط آمال حذرة وتوقعات منخفضة بتحقيق اختراقات كبيرة، لكنها تمثل فرصة جديدة لتخفيف حدة النزاع بالرغم من مواجهتها عقبات كبيرة بسبب المطالب المتباينة للطرفين والتصعيد الميداني بينهما.


فقد شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا في الهجمات المتبادلة في عمق أراضي الدولتين، حيث شنت أوكرانيا العديد من الهجمات بطائرات مسيرة على مطارات روسية، وردت موسكو بقصف منشآت عسكرية وبنية تحتية في أوكرانيا.


لكن محادثات السلام الجديدة اكتسبت دفعة قوية بعد تحذير الرئيس ترامب منتصف الشهر الحالي بأنه سيفرض رسوما جمركية “شديدة” على روسيا وشركائها التجاريين ما لم توافق على إنهاء الحرب في غضون 50 يوما، كما هددت واشنطن بانسحابها من جهود الوساطة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فيما أعربت دول أوروبية عن دعمها لهدنة طويلة الأمد، مع تهديدات بفرض عقوبات إضافية على موسكو والدول التي تشتري صادراتها في حال فشل المفاوضات.


وفي سياق الضغوط الدولية على موسكو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أيام، عن خطة جديدة لتزويد كييف بالأسلحة من خلال الحلفاء في /الناتو/، حيث كشف أن بلاده ستبيع للدول الأوروبية دفعة كبيرة من الأسلحة بمليارات الدولارات، ستشمل صواريخ وأنظمة دفاع جوي وذخائر، ثم سينقلها الحلفاء إلى أوكرانيا ويجددون مخزوناتهم من خلال مشتريات جديدة من الشركات المصنعة الأمريكية.


من جهتها، جددت روسيا تأكيدها على أن ضخ المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا يعيق التسوية ويورط دول /الناتو/ مباشرة في النزاع، موضحة أنه لا تراجع عن أهداف عمليتها العسكرية في الأراضي الأوكرانية، ولن توقف آلة حربها طالما لم تحقق غاياتها، إضافة إلى منع انضمام كييف لحلف /الناتو/.


ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، ضغط الرئيس ترامب على الجانبين لإجراء محادثات مباشرة، لكن الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي لم تفلح في تحقيق اختراق، رغم اقتراح كييف وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوما في الجولتين السابقتين من المحادثات مع موسكو، وهو الموقف الذي تدعمه واشنطن، غير أن روسيا رفضت المقترح حتى الآن.


وكان ترامب قد وعد قبل دخوله مرة أخرى البيت الأبيض بالتوسط في اتفاق سلام بين الدولتين خلال 24 ساعة من تولي منصبه، حيث تشير تقارير إعلامية غربية إلى أن الرئيس الأمريكي أصبح يشعر بإحباط متزايد إزاء ما وصفه بتأخيرات روسيا في المضي قدما في محادثات السلام.


وأشارت التقارير ذاتها إلى أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تهدف للضغط على موسكو من خلال الحد من دخلها من النفط الذي يمثل نحو ثلث الإيرادات الفيدرالية ويظل مصدرا حيويا لتمويل جهودها الحربية، حيث يجمع المراقبون على القول “إن نجاح الجولة الجديدة من المفاوضات في إسطنبول أو غيرها من المحطات النقاشية بين البلدين مستقبلا سيبقى مرهونًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة، والتزامهما بالتوصل إلى حلول عملية تضمن السلام والاستقرار في المنطقة”.

مساحة إعلانية





Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top