مصر والقضية الفلسطينية.. مواقف ثابتة لا تعرف المساومة !



لم تكن مصر في يوم من الأيام بحاجة لأن تبرر موقفها من القضية الفلسطينية، فهي قضية محورية وأصيلة في ضمير هذا الشعب، وتعد من ثوابت الأمن القومي المصري، فإن دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه، وعاصمتها القدس الشرقية، هو موقف مصري واضح لا يتغير، ومصر دائمًا ما تؤكد على ضرورة الوصول إلى حل عادل وشامل يضمن السلام وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وبدون مبالغة، نقولها بكل وضوح: لولا الموقف الشجاع الذي اتخذته الدولة المصرية، وتحديدًا رؤساؤها المتعاقبون، لتغيرت خريطة الشرق الأوسط تمامًا، ولربما لم نكن اليوم نتحدث عن قضية فلسطينية أو عن أمل في إقامة الدولة، فقد كانت هناك محاولات واضحة لطمسها منذ عقود، فمن نجح في اقامة دولة من عدم  وابتلاع نصف ارض شعب أمن، قادرا على ابتلاع كامل الارض  . 
و منذ نكسة 1967، أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر موقفه الحاسم قائلًا: “لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين، ولن نقبل بتهجير الشعب الفلسطيني إلا إلى فلسطين”، وذلك في مواجهة محاولات إسرائيلية جادة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن. تلك المحاولات فشلت، وكان الرد المصري هو الاستمرار في حرب الاستنزاف التي استمرت لأكثر من ألف يوم، ونجحت بطولات جيشنا العظيم من بقاء الاحتلال في سيناء حلمًا مستحيلًا، بل ان انسحابهم من سيناء تحول إلى هدف الخروج الآمن سيناء.
وبعد سنوات، جاء الرئيس أنور السادات ليؤكد أن أرض مصر ليست محل تفاوض أو مقايضة، وقالها بوضوح إن سيناء ليست ولن تكون بديلًا عن فلسطين. ومن خلال اتفاقية السلام عام 1979، استعادت مصر أرضها بالكامل، وظلت على موقفها الثابت بأن أي حل لا بد أن يحترم حقوق الفلسطينيين على أرضهم، ولم يختلف موقف الرئيس مبارك عن موقف سابقيه وظلت مصر على عهدها وموقفها تجاه القضية 
ومع تطورات الأوضاع الأخيرة كان موقف مصر حاضر وثابت منذ اللحظة الاولى للازمة،وبالامس  أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي من جديد على هذا الموقف الراسخ في كلمته المهمة  التي تناول فيها ما يجري في قطاع غزة، شدد الرئيس على أن مصر تلتزم التزامًا كاملًا بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتسعى بكل الطرق إلى تحقيق تسوية عادلة تضمن استعادة هذه الحقوق، وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
كما أوضح الرئيس أن مصر تقوم باتصالات دبلوماسية مكثفة مع عدد من القادة والمسؤولين الدوليين، من أجل وقف إطلاق النار الفوري، وتبادل الرهائن والمحتجزين، والتخفيف عن سكان القطاع الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية.
وأكد السيسي أن مصر لا تدخر جهدًا في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، بالتعاون مع مختلف الأطراف الدولية، مشددًا على أن مصر تدعم كافة المبادرات الهادفة للوصول إلى حل سلمي حقيقي للقضية الفلسطينية. كما رحّب الرئيس بتوجه بعض الدول للاعتراف بدولة فلسطين، واعتبره خطوة مهمة على طريق تثبيت الحقوق المشروعة ودفع جهود السلام نحو الأمام.
وهنا لا بد من كلمة صريحة: كل من يشكك في موقف مصر، أو يحاول التقليل من دورها، عليه أن يصمت، فالتاريخ والمواقف تشهد، ومصر التي تقف دائمًا في الصف الأول دفاعًا عن الحق الفلسطيني، لا تنتظر شهادة من أحد، وأن العدو ليس فقط من يحتل الأرض، بل من يتخفى خلف الشعارات والمظاهر، ويزايد على حساب الحقيقة.





Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top