كازاخستان تستهدف 2.5 مليون حاوية سنويًا، وعبور 74 مليون طن بحلول عام 2030


بقلم الدكتور / عبد الرحيم إبراهيم عبد الواحد

أستانا – دبي: في عالمنا الحديث، تلعب رقمنة الخدمات اللوجستية دورًا رئيسيًا في زيادة كفاءة الاقتصادات الوطنية وقدرتها التنافسية، فيما تُسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية بشكل ملحوظ، وتُهيئ الظروف اللازمة لتعزيز مكانة كازاخستان كلاعب رئيسي في مجال الخدمات اللوجستية الدولية.

وقد حقق قطاع النقل في كازاخستان نموًا قويًا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، وبلغت نقل 455.9 مليون طن من البضائع في كازاخستان عبر جميع وسائل النقل، بزيادة قدرها 11.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما تسعى أستانا إلى تعزيز النقل العابر بمحطات شحن استراتيجية وزيادة سعة المحطات الخارجية أربعة أضعاف، لتصل إلى 2.5 مليون حاوية سنويًا، وزيادة أحجام حركة المرور العابر إلى 74 مليون طن بحلول عام 2030، وإدخال نظام الشحن الإلكتروني الرقمي.

تزايد أرقام الشحن

وشكّل النقل بالسكك الحديدية الحصة الأكبر، حيث بلغ 185.5 مليون طن (+14.1%)، وبلغ حجم دوران الشحن 138.8 مليار طن-كيلومتر (+9.3%)، فيما يُلاحظ هذا النمو بشكل خاص في قطاع النقل البحري، حيث ارتفع حجم النقل بنسبة 43.9% ليصل إلى 1.6 مليون طن، وارتفع حجم دوران الشحن إلى 747.9 مليون طن-كيلومتر (+14.7%).

 وفي الوقت نفسه ارتفع إجمالي حجم تداول البضائع في قطاع النقل في كازاخستان بنسبة 13.6% ليصل إلى 229.4 مليار طن-كيلومتر، مما يشير هذا النمو إلى زيادة في النشاط اللوجستي، المرتبط بزيادة في حجم شحنات الترانزيت والتصدير، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية وروابط النقل داخل البلاد.

وفي الإطار نفسه، وفي ظل نمو حركة الشحن، انخفض عدد الركاب على السكك الحديدية إلى 7.8 مليون شخص في الفترة من يناير إلى مايو 2025، أي بانخفاض قدره 6.8% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ومع ذلك، وبشكل عام، شهدت حركة الركاب عبر جميع وسائل النقل نموًا تم نقل 771.3 مليون شخص (+10.2%)، وارتفع حجم تداول الركاب بنسبة 12.9% ليصل إلى 35.3 مليار مسافر-كيلومتر.

شبكات استراتيجية عالمية 

من جهة أخرى تُوسّع كازاخستان شبكتها العالمية للنقل والعبور من خلال تطوير محطات جديدة في مراكز شحن دولية رئيسية، فيما ويجري تنفيذ مشاريع في دول مثل أذربيجان وروسيا وبيلاروسيا وأوزبكستان، ومن المقرر إنشاء محطات في رومانيا والمجر والصين. وتعتزم كازاخستان زيادة قدرتها على النقل العابر بشكل كبير وتعزيز دورها كمركز لوجستي رئيسي.

وتعتزم كازاخستان إنشاء محطات مشتركة في رومانيا والمجر وأورومتشي الصينية، فيما قال نورجان كيلبوغانوف، نائب رئيس لجنة السكك الحديدية والنقل المائي بوزارة النقل، بأن المحطات الكازاخستانية الصينية تعمل في ميناء ليانيونقانغ وميناء شيان الجاف، بينما قامت شركة كازاخستانية ببناء محطة في ميناء بوتي في جورجيا.

وأوضح كيلبوغانوف أن هناك العديد من المحطات الأخرى قيد التطوير، بما في ذلك تلك الموجودة في ميناء آلات في أذربيجان، ومحطة سيلاتينو بالقرب من موسكو، ومحطة سفيسلوش في بيلاروسيا، وطشقند في أوزبكستان. تتجاوز طاقتها الإجمالية مليون حاوية سنويًا. وتشمل الخطط الأخرى إنشاء محطات مشتركة في رومانيا والمجر وأورومتشي في الصين.

وتهدف هذه المبادرات إلى زيادة سعة المحطات الخارجية لكازاخستان أربعة أضعاف، لتصل إلى 2.5 مليون حاوية سنويًا.

ووفقًا لنورلان كينيسوف، مدير إدارة سياسات النقل بالوزارة، تسعى كازاخستان إلى زيادة أحجام حركة المرور العابر إلى 74 مليون طن بحلول عام 2030. وقد أنشأت البلاد شبكة من الطرق، بما في ذلك خمسة خطوط سكك حديدية وثمانية ممرات برية.

وقد تجاوز حجم حركة المرور عبر كازاخستان العام الماضي 30 مليون طن. من بينها، تم نقل 4.5 مليون طن من البضائع عبر طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين. وقد تم نقل ما يقرب من 80% من إجمالي البضائع عن طريق السكك الحديدية، و20% عن طريق البر.

وبحلول نهاية عام 2025، تُخطط كازاخستان لتنفيذ عدد من المشاريع الكبرى في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، فيما قال نائب رئيس الوزراء، رومان سكليار، أن الأولوية تُعطى لإكمال بناء طريق جانبي للبضائع الضخمة عند معبر نور جولاي الحدودي، وتحديث خط سكة حديد دوستيك-موينتي، وخط جانبي لمحطة ألماتي.

وقال: سيتم تحديث خمسة مراكز جمركية رئيسية على الحدود مع الصين وأوزبكستان وتركمانستان: تمير بابا، كازيغورت، تازهين، مايكابتشاغاي، وبختي، وبما سيزيد من الإنتاجية ويُسرّع تدفق البضائع. كما سيتم افتتاح محطة حاويات جديدة بسعة تصل إلى 240 ألف حاوية نمطية مكافئة لعشرين قدمًا سنويًا في ميناء البلاد البحري.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إدخال نظام الشحن الإلكتروني الرقمي في جميع المطارات في كازاخستان، مما سيضمن الأتمتة الكاملة لتدفق المستندات في مجال نقل البضائع الجوية وزيادة الكفاءة الشاملة لعمليات الخدمات اللوجستية.

الاستثمار في البنية التحتية

وفي الختام، يمكن القول بأن إنشاء وتطوير كازاخستان كمركز للتجارة والخدمات اللوجستية والأعمال في المنطقة مدرج على جدول أعمال حكومة كازاخستان، ولتحقيق ذلك، تستثمر الحكومات المركزية والمحلية والشركات الخاصة في مشاريع بنية تحتية جديدة في قطاع الخدمات اللوجستية.

تُظهر نتائج الدراسات أن جاذبية كازاخستان كمركز للنقل والخدمات اللوجستية ستعتمد على حالة البنية التحتية اللوجستية، وجودة الخدمات، والتكنولوجيا المستخدمة. وسيعتمد المزيد من التطوير بشكل كبير على قدرتها على تنويع وإنشاء مرافق لوجستية ذات قيمة مضافة عالية. وقد تم تحديد الأولويات والحاجة إلى مراكز لوجستية للنقل متعدد المستويات؛ ووُصف تطويرها في الاتجاهات المحلية والتصديرية والعبورية، على المستويين الوطني والدولي، وعلى مستوى الشركات أيضًا.





Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top