محليات
80
نيويورك – قنا
جددت دولة قطر رفضها استخدام الغذاء وتجويع المدنيين كسلاح حرب، داعية المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى قطاع غزة، وتوزيعها من قبل المنظمات الدولية الإنسانية.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام اجتماع المناقشة المفتوحة الفصلي لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها قضية فلسطين، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأشارت سعادتها إلى أن مستوى الحالة الإنسانية في قطاع غزة “تعجز المفردات عن وصفه” وذلك في ظل انتشار المجاعة، وانهيار البنى التحتية والمنظومة الصحية، وتفشي الأوبئة، وبعد أن تجاوز عدد القتلى 58 ألف شخص، بمن فيهم ما يقرب من 18 ألف طفل.
ونوهت سعادتها إلى أن دولة قطر تدين هجمات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان، مشددة على أن تهجير الفلسطينيين، بأي صورة من الصور، يشكّل انتهاكا سافرا للقانون الإنساني الدولي.
وأفادت سعادتها بأن دولة قطر حرصت على بذل جهود مخلصة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، مضيفة أن الجهود الدبلوماسية أثبتت إمكانية تحقيق إنجازات فعلية كما تم في الاتفاقات السابقة، ولذلك فما زالت هذه المساعي مستمرة بشكل مكثف لتقريب وجهات النظر بين الأطراف وصولا إلى اتفاق عاجل.
وقالت سعادتها “تدين دولة قطر التصريحات الصادرة عن وزير العدل في حكومة الاحتلال بشأن ضم الضفة الغربية، وتعدها امتدادا لسياسات الاحتلال الاستيطانية وانتهاكا سافرا للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2334. كما تدين بشدة مصادقة سلطات الاحتلال على بناء مستوطنات جديدة، والاعتداءات التي يشنها المستوطنون في سلسلة الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وتشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي عاجلا لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وضمان عدم الإفلات من العقاب”.
ونقلت سعادتها إدانة دولة قطر لمحاولات الاحتلال المساس بالوضع الديني والتاريخي للأماكن المقدسة، بما في ذلك اقتحام المسجد الأقصى من قبل مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين، وإغلاق صندوق ووقفية القدس، ونقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي إلى المجلس الديني اليهودي.
وذكرت سعادتها أن دولة قطر حذرت من مخاطر امتداد الصراع ومغبة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، لافتة في هذا الصدد إلى إدانة دولة قطر الهجمات التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، مؤكدة دعمها للجمهورية العربية السورية الشقيقة وسيادتها ووحدتها الإقليمية والوطنية، وتحقيق تطلعات شعبها في الاستقرار والتنمية.
وجددت سعادتها التأكيد على موقف دولة قطر الثابت والداعم للجمهورية اللبنانية الشقيقة ووحدة وسلامة أراضيها، وضرورة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية، داعية كافة الأطراف إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وأعربت سعادتها عن ترحيب دولة قطر باستئناف عقد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية، الأسبوع القادم، وتطلعها إلى أن يشكّل فرصة للوصول إلى نتائج ملموسة والتزامات دولية واضحة، ليكون الخطوة الأساسية على طريق الاعتراف الكامل بعضوية دولة فلسطين الشقيقة في الأمم المتحدة.
وجددت سعادتها موقف دولة قطر المبدئي والثابت الداعم لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وتصون الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الشقيق وتطلعاته المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة في هذا السياق أن دولة قطر لن تدخر جهدا لتهيئة السبيل ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الغاية.
مساحة إعلانية