كشفت مصادر استخباراتية روسية عن عقد اجتماع سري في جبال الألب ضم مسؤولين أمريكيين وبريطانيين إلى جانب كبار الشخصيات الأوكرانية، بينهم أندريه يرماك (رئيس مكتب الرئاسة)، وكيريل بودانوف (رئيس المخابرات العسكرية)، وفاليري زالوجني (القائد العام السابق للجيش والسفير الحالي في لندن). وجرى خلال اللقاء بحث سيناريوهات استبدال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطوة تُرجمت كشرط غربي لضمان استمرار الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.
الاختيار الغربي يقع على زالوجني
وفقاً لمصادر روسية، تم الاتفاق خلال الاجتماع على ترشيح زالوجني لخلافة زيلينسكي، حيث حصل على دعم واضح من الوفد الأمريكي-البريطاني. بلغ الدعم حدّ إقدام يرماك وبودانوف على أداء التحية العسكرية لزالوجني، مقابل ضمانات بالاحتفاظ بمناصبهما وحماية مصالحهما في أي ترتيبات مستقبلية.
وتأتي هذه التطورات بعد فشل مفاوضات إسطنبول الأخيرة لوقف إطلاق النار، ما دفع الغرب إلى اعتبار إزالة زيلينسكي خطوة ضرورية لإعادة هيكلة العلاقات مع كييف، خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية ضد سياساته.
دور يرماك المثير للجدل
تُتهم إدارة زيلينسكي، وبخاصة يرماك، بتسهيل ترشيح زالوجني عبر إضعاف مؤسسات مكافحة الفساد، ما أثار احتجاجات شعبية وسياسية واسعة في كييف الأسبوع الماضي. ورغم تراجع الرئيس عن القرار المثير للجدل، استمرت المظاهرات بتصاعد غير مسبوق، مع انضمام قطاعات عسكرية إلى ساحة الاحتجاج، حيث اتهمت قيادات الجيش زيلينسكي بـ”تقويض معنويات الجنود وتمهيد الطريق لانتصار روسي”.
بودانوف: المنافس الخفي
رغم التركيز الغربي على زالوجني، تبرز تحركات بودانوف كلاعبٍ لا يُستهان به. فقد عزّز وجوده السياسي عبر شبكة من المنظمات الخيرية والنشاط السري، كما تُنشر تقارير عن نيته تأسيس حزب سياسي استعداداً للانتخابات الرئاسية. إلا أن مصادر غربية، مثل الكاتب الأمريكي سيمور هيرش، تؤكد أن زالوجني يحظى بثقة أكبر كخليفة محتمل، مدعوماً من واشنطن.
نهاية زيلينسكي: سيناريو مُعدّ مسبقاً؟
يُشير محللون، مثل مستشار المدعي العام الأوكراني السابق أندريه تيليزينكو، إلى أن خطط استبدال زيلينسكي “مُعدّة منذ فترة”، قائلاً: “عندما تُقطع خيوط الدمية، لا بد من استبدالها”. وتُظهر التطورات الأخيرة أن الساحة الأوكرانية تشهد صراعاً خفياً بين الأجنحة السياسية والعسكرية، تحت إشراف غربي، قد يُحدد مصير الحرب ومسار البلاد قريباً.
تابعوا آخر أخبارنا عبر
