أحدثت الحرب في أوكرانيا تحولاً جذرياً في مسار شركات الدفاع الألمانية لتطوير طائرات مسيّرة هجومية وذكاء اصطناعي للمعارك، وفقاً لـ«شيرف»، الذي عمل سابقاً في وزارة الدفاع الألمانية، فإن أوروبا تشهد تحولاً في الابتكار الدفاعي يُشبه مشروع مانهاتن الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية.
وتسعى ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، إلى قيادة هذا التحول عبر زيادة ميزانية الدفاع إلى 162 مليار يورو (175 مليار دولار) بحلول 2029، مع التركيز على تقنيات متطورة مثل الروبوتات الذكية، الغواصات المسيّرة، وحتى «صراصير التجسس» المزودة بكاميرات لجمع البيانات.
وتسعى الحكومة الألمانية، بقيادة المستشار فريدريش ميرز، إلى تقليص البيروقراطية وتسهيل وصول الشركات الناشئة إلى عقود عسكرية، مع قانون جديد للشراء العام يسمح بالدفعات المسبقة ويفضل الشركات الأوروبية.
ويأتي هذا التحول وسط مخاوف من تراجع الدعم العسكري الأمريكي للناتو، ما دفع ألمانيا لتحقيق هدف إنفاق 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول 2029.
ومع تزايد الاستثمارات في التكنولوجيا الدفاعية، التي وصلت إلى مليار دولار في أوروبا عام 2024، تبرز ألمانيا كمركز للابتكار الدفاعي، مستفيدة من كفاءاتها الهندسية وقدراتها الصناعية في قطاع السيارات.
وتؤكد مصادر في برلين، وفقاً لوكالة «رويترز» أن الحرب في أوكرانيا غيرت النظرة الاجتماعية تجاه العمل في القطاع الدفاعي، حيث أصبحت الشركات الناشئة تستقطب المواهب بسهولة أكبر.
ومع استمرار التوترات الجيوسياسية، تسعى ألمانيا إلى بناء صناعة دفاعية أوروبية قوية، تقلل الاعتماد على الولايات المتحدة وتعزز السيادة التكنولوجية، ما يعزز الاقتصاد ويفتح آفاقاً جديدة للابتكار.
أخبار ذات صلة