أشعلت صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الغضب والاستياء بين أهالي الإسكندرية والمهتمين بالشأن الأثري، بعدما وثّقت مشاهد وُصفت بـ”الإهمال الصادم” داخل المتحف اليوناني الروماني، الذي أُعيد افتتاحه مؤخرًا عقب سنوات من أعمال الترميم المكلفة.
وأظهرت الصور المتداولة عددًا من العمال وهم يقومون بأعمال طلاء للجدران الداخلية باستخدام رشاشات “الدوكو”، دون اتخاذ أي احتياطات لحماية القطع الأثرية المجاورة، والتي شملت أواني فخارية نادرة ظلت مكشوفة أثناء أعمال الدهان، دون تغليف أو نقل مؤقت.

وأظهرت صورة أخرى عاملًا يقف بقدمه فوق إحدى دواليب العرض المتحفي، ما اعتبره متخصصون تصرفًا يعكس غيابًا تامًا للوعي الأثري والمعايير الدولية في صيانة وتطوير المتاحف.

وسادت مواقع التواصل تعليقات غاضبة تطالب بفتح تحقيق فوري من قِبل وزارة السياحة والآثار، ومحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات التي وصفها البعض بأنها “تشويه متعمد لتراث مدينة الإسكندرية العريق”.
وفي محاولة للحصول على رد رسمي، تواصلت “الدستور” مع إدارة المتحف، لكن لم يُجب أحد من المسؤولين، فيما اكتفى مصدر داخل المتحف بالقول: “لا يوجد لدينا تصريح للتعليق على الحدث للصحافة”.
يذكر أن المتحف اليوناني الروماني أعيد افتتاحه في أكتوبر 2023 بعد سنوات طويلة من الإغلاق، وبلغت تكلفة تطويره نحو 550 مليون جنيه، ضمن خطة الدولة لإحياء التراث الثقافي وتحويل الإسكندرية إلى مركز جذب سياحي وثقافي.