شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ليست زلة لسان ولا مجرد قنبلة صوتية – جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة




الكلام الذي رمى به توما برّاك اللبنانيين وخصّ به لبنان لم يكن نسيج وحده إزاء بلدنا، فقد سبقه إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حتى أنّ بعض أركان حكومته راح الى مدىً أبعد، يوم القول إنّ لبنان مهدّدٌ في وجوده ومعرّض للزوال. لذلك لم يكن لتراجع الموفد الأميركي عن هذه القنبلة، أو لمحاولة تخفيف دويّها، أي أثرٍ قياساً الى وقعها الأولي الهائل.
في واقع الحال إن الكثيرين من اللبنانيين لم يعد الواقع اللبناني الراهن يعني لهم شيئاً. وأياً كان مدى الصحة أو عدمها في تفكيرهم فإنهم يرون أن لبنان الذي يعرفون ويحبون قد زال من زمان، وأن لبنان الحالي ليس له من لبنان السابق سوى الاسم.
في أي حال لا يمكن أن يتحدث توما البرّاك عن لبنان و «بلاد الشام» هكذا عفوياً، بدليل أن التوضيح الذي أدلى به لم يفكّ غموضاً ولم يزل قلقاً. هذا في التفصيل، أما على الأرض فإن ديبلوماسياً محنّكاً مثله لا يمكن أن يسمح للسانه أن يسبق أفكاره أو أن يخطئ في ترجمتها، وهو الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب ليكون سفيره في بلد غاية في الأهمية وهو تركيا.
ولا يجدر البحث بعيداً عن أسباب الموقف الأميركي، فالحقيقة أن لبنان لا يعني لترامب في شيء، ولا هو مغرم بالرئيس السوري أحمد الشرع الذي لم ينزل في دمشق من غيمة زرقاء، بل من مشروع كبير للمنطقة والإقليم اسمه الشرق الأوسط الجديد، وكل ما يُدار من تطورات وحتى من كلام البراك وتوضيحاته يدخل في إطار هذا المشروع الذي محوره السلام بين إسرائيل وجيرانها، هيمنة أميركية على العالم انطلاقاً من إقليمنا، بعدما باتت أوروبا خارج الصورة الى حدٍّ كبير. وأن كل مَن وما يعرقل هذا المشروع لن يكون في منأى عن «فورات» ترامب.
هل يعني هذا أن المسؤولين اللبنانيين يجب أن يقفوا متفرجين على التطورات والمستجدات؟ طبعاً لا. والباقي، كله، تفاصيل.

khalilelkhoury@elshark.com




Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top