شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لبنان ليس وحيداً ولكن التنفيذ أوّلاً – جريدة الشرق اللبنانية الإلكترونيّة




عمليات خرق كثيرة حققها الرئيس جوزاف عون من خلال سلسلة الزيارات الخاطفة المهمة التي قام بها الى مختلف البلدان في الإقليم وخارجه ملبياً دعوات ملوك ورؤساء وأمراء. النتيجة الأولية كسر دائرة العزل التي كان لبنان شبه أسير فيها. وهذا في حدّ ذاته إنجاز، إضافة الى عقدٍ تمت حلحلتها فوراً (استئناف نشاط سفارة هنا ورفع حظر سفر الرعايا هناك الخ…).
ولكن يمكن اعتبار الدور الفرنسي هو الأكثر أهمية إنطلاقاً من الموقف التاريخي لباريس الداعم لبنان على مدى عصور، منذ الملكية والثورة ونابوليون فالجمهورية حتى اليوم. ولم يقصّر الرئيس إيمانويل ماكرون في ولايته الأولى وفي ما عبر من الولاية الثانية وفي هذه المرحلة تحديداً، حتى ولو كان على قاعدة «العين بصيرة واليد قصيرة» في زمن اليد الأميركية بالغة الطول… في هذا السياق يمكن التأكيد على أهمية مشهد استقباله رئيس حكومتنا نواف سلام عند باب السيارة التي أقلته الى قصر الإليزيه، ليعود الرئيس الفرنسي الى مدخل القصر حاملاً مظلة تقيه وضيفه اللبناني بللَ الأمطار، وهذه ليست مبالغة أو خرقاً للبروتوكول (كون سلام ليس رئيس الدولة) قدر ما هي لفتة خاصة نحو لبنان.
والخطوة الأهم هي المؤتمر الدولي لدعم لبنان وجيشه، هذا المؤتمر الذي يبدو أن دون عقده صعوبات أبرزها الموقف الأميركي دونالد ترامب الذي يربط أي إيجابية فعلية تجاه لبنان بتنفيذ ما ورد في خطاب القسم الرئاسي وأيضاً في البيان الوزاري، وفي طليعة ذلك مسألة حصرية السلاح، الى الإصلاحات المالية والقضائية… وفي هذه النقطة لا يختلف ترامب عن القيادات الحاكمة في البلدان العربية التي يعوّل لبنان عليها الكثير في إعادة إعمار ما خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة حتى اليوم بوتيرة متصاعدة وكأنها تمهيد لعدوان جديد ليس مستبعداً أن يكون واسع النطاق وكبير الأذى.
في أي حال لبنان ليس متروكاً كلّياً الى مصيره، إلّا أن الخروج الكامل من دائرة العزل والحصار (الفعلي غير المعلَن) تقتضي أن يوحد اللبنانيون موقفهم من قضاياهم المصيرية بعدما باتت أي خطوة ناقصة تحمل تداعياتٍ كارثيةً بكل ما للكلمة من معنى.

khalilelkhoury@elshark.com




Source link

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top