وبحسب الباحثين في جامعة آرهوس الدنماركية، فإن الآثار الجسدية والنفسية للحزن المزمن، من اضطرابات القلب والأوعية الدموية إلى الأمراض النفسية والانتحار، باتت تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، خاصة لمن لديهم سوابق في الإصابة بالاكتئاب أو مشكلات نفسية أخرى.
خمسة مسارات للحزن.
انطلقت الدراسة عام 2012، وركّزت على بالغين بمتوسط عمر 62 عاماً، معظمهم فقدوا أزواجهم أو أحد الوالدين. ووفقاً للنتائج المنشورة في مجلة “Frontiers in Public health” رُصدت خمسة أنماط للحزن بعد الفقد:
38 في المائة أظهروا أعراضاً منخفضة وثابتة.
18 في المائة بدأوا بمستوى مرتفع من الحزن، ثم انخفض تدريجياً.
29 في المائة عانوا من حزن متوسط الحدة، بدأ أيضاً في التراجع.
9 في المائة شهدوا تفاقماً تدريجياً للحزن بلغ ذروته بعد ستة أشهر ثم انخفض.
6 في المائة فقط لم يظهروا أي تحسن وبقيت أعراض الحزن لديهم مرتفعة طيلة الفترة.
مؤشرات للإنذار المبكر
أوضحت الدكتورة ميته كييرغورد نيلسن، من وحدة أبحاث الطب العام في جامعة آرهوس، أن الأشخاص الذين أظهروا حدةً في الحزن غالباً ما كان لديهم تاريخ سابق في تلقي علاج نفسي، ما قد يمكّن الأطباء من التنبؤ بمن هم أكثر عرضة للتأثر الحاد بالفقد.
وقالت نيلسن: “يمكن للأطباء الرجوع إلى التاريخ الطبي للمرضى لاكتشاف أي علامات مبكرة على الاكتئاب أو اضطرابات نفسية، وتوفير متابعة خاصة لهؤلاء الأشخاص ضمن الرعاية الأولية، أو إحالتهم إلى متخصصين في الصحة النفسية”.
علاج وقائي قبل فوات الأوان”.
رغم أن الدراسة لم تتطرق إلى ما إذا كان العلاج النفسي بعد الفقد يحدّ من خطر الوفاة، فإن نيلسن شددت على أهمية التدخل العلاجي قائلة: “من المحتمل أن يستفيد الأشخاص الذين يعانون من حزن ممتد من الدعم النفسي المتخصص في مراحل مبكرة من التجربة”.
ويُعتقد أن هذا النوع من التدخل قد يشكّل فارقاً في حياة الأشخاص الأكثر هشاشة نفسياً بعد فقدان أحبائهم، ما يفتح الباب أمام نهج طبي جديد يتعامل مع الحزن كعامل خطر لا يقل خطورة عن الأمراض العضوية.