بقلم الدكتور/عبد الرحيم إبراهيم عبد الواحد
أفازا، تركمانستان – تستعد تركمانستان لاستضافة المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للدول النامية غير الساحلية (LLDCs) في المنطقة السياحية الوطنية “أفازا“ خلال أغسطس 2025، وهو حدث دولي بارز يجمع ممثلي 32 دولة ومنظمة عالمية لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه الدول المحرومة من الوصول المباشر إلى البحار.
يُعقد هذا المؤتمر رفيع المستوى تحت رعاية الأمم المتحدة، استناداً إلى قرار الجمعية العامة الذي تم اعتماده في أبريل 2025، بدعم من 57 دولة عضو. ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 1000 ممثل من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والخبراء وأصحاب المصلحة من أنحاء العالم بهدف صياغة حلول مستدامة لتعزيز التعاون الإقليمي، وتحسين الربط اللوجستي والتجاري، وتحقيق العدالة في التنمية.
الدور الاستراتيجي والرؤية التركمانية
تقع تركمانستان في قلب آسيا الوسطى، وتحتل موقعاً استراتيجياً على محاور التجارة شرق–غرب وشمال–جنوب، مما يجعلها من أبرز الداعمين لقضايا الدول غير الساحلية. استضافة هذا المؤتمر العالمي تؤكد قيادتها في تعزيز البنية التحتية متعددة الوسائط، وتنويع الاقتصاد، وتفعيل الحوار الدولي المتوازن.
اختيار “أفازا” كموقع للمؤتمر يحمل رمزية كبيرة، إذ تمثل منطقة حديثة البنية على ساحل بحر قزوين، وتجسد رؤية تركمانستان لتحويل الموقع الجغرافي المغلق إلى بوابة للربط التجاري العالمي.
وقد أكد كل من فخامة الرئيس سردار بردي محمدوف والزعيم الوطني بطل الأمة قربانقلي بردي محمدوف على أن النقل والاتصالات هما محور الاستراتيجية الوطنية للتنمية.
وقال الرئيس سردار بردي محمدوف خلال قمة “آسيا الوسطى – الاتحاد الأوروبي” في سمرقند:
“النقل ليس مجرد بنية تحتية، بل هو دبلوماسية واقتصاد وأمن وفرص. هدفنا ألا تُترك أي دولة خلف الركب بسبب الجغرافيا.”
مشاريع تحولية وشراكات دولية
ترتكز الجهود التركمانية على تنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى:
- اتفاق عشق آباد يربط إيران، عمان، قطر، أوزبكستان، وتركمانستان، لتعزيز النقل العابر من الخليج إلى آسيا.
- ممر اللازورد يربط أفغانستان، تركمانستان، أذربيجان، جورجيا، وتركيا.
- المشاركة في مبادرة TRACECA (أوروبا – القوقاز – آسيا) لإحياء طريق الحرير.
داخلياً، تنفذ تركمانستان مشروعات كبرى:
- تحديث السكك الحديدية والطرق، ومنها طريق عشق آباد – تركمن أباد السريع.
- جسر السكك الحديدية بين سرحد أباد – تورغوندي.
- خطوط الألياف البصرية إلى هرات لتعزيز الربط الرقمي.
- توسعة ميناء تركمانباشي البحري الدولي.
كما تتعاون الدولة مع منظمات مثل: ICAO، IMO، IATA، IRU، OSJD.
محاور المؤتمر الرئيسية
المؤتمر سيتناول المحاور التالية:
- تسهيل التجارة والنقل للدول غير الساحلية.
- الابتكار والربط الرقمي.
- البنية التحتية المستدامة والمرنة.
- تمويل التنمية والشراكات.
- بناء القدرات البشرية والمؤسسية.
كما ستعقد فعاليات جانبية، ومعارض، وجلسات وزارية للنقاش العملي.
التعاون مع الأمم المتحدة ومبادرات جديدة
من بين المبادرات التي اقترحتها تركمانستان:
- إنشاء مجموعة عمل أممية خاصة بقضايا النقل في الدول غير الساحلية.
- إعداد قرار جديد للجمعية العامة بشأن دور هذه الدول في النظام العالمي للنقل.
- إنشاء مركز إقليمي للابتكار في النقل في أفازا.
هذه الجهود تتماشى مع أجندة 2030 ورؤية تركمانستان لعام 2025، والتي تصادف الذكرى الثلاثين للحياد الدائم والذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة.
نقطة تحول في الحوار الدولي
سيُختتم المؤتمر بـ إعلان ختامي يرسم خارطة طريق لعقد جديد من العمل الطموح للدول غير الساحلية، مستندًا إلى الشمول والمرونة والتعاون العابر للحدود.
