انطلقت مساء اليوم الأربعاء الجولة الثالثة من المحادثات الروسية الأوكرانية المباشرة في مدينة إسطنبول التركية، وسط أجواء حذرة وتوقعات روسية بصعوبات شديدة تحول دون تحقيق اختراق دبلوماسي كبير في مسار الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وشهد اللقاء حضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى جانب رئيسي الوفدين: فلاديمير ميدينسكي من الجانب الروسي ورستم عمروف من الجانب الأوكراني، في لقاء وُصف بأنه “ثلاثي”، وليس ثنائيًا كما أشيع في البداية.
ودعا فيدان إلى وقف الحرب “بأسرع ما يمكن”، مؤكدًا أن “تركيا مستعدة لتوفير آلية مراقبة لأي وقف لإطلاق النار”.
كما أعرب عن امتنانه للرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لعب دورًا في الضغط لعودة الحوار.
عقبة المواقف المتضادة
أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن المقترحات المطروحة من الجانبين متعارضة تمامًا، مؤكدًا أن المفاوضات لن تكون سهلة، خاصة في ظل تمسك موسكو بمطالبها الأمنية والسياسية.
تُطالب روسيا بانسحاب أوكراني من المناطق التي أعلنت ضمها، إلى جانب شبه جزيرة القرم، ورفض الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإنهاء الدعم العسكري الغربي.

في المقابل، تشترط أوكرانيا انسحابًا روسيًا كاملًا من أراضيها، وضمانات أمنية تشمل استمرار تسليحها ونشر قوات دولية، إضافة إلى وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 30 يومًا، وهو ما ترفضه موسكو.
تبادل أسرى ومصير الأطفال الأوكرانيين
رغم الجمود السياسي، تشير التقارير إلى تحقيق تقدم نسبي في ملف تبادل الأسرى، وهو ما أشار إليه فيدان أيضًا خلال كلمته الافتتاحية، وتُبدي أوكرانيا رغبة واضحة في مناقشة إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا قسرًا إلى روسيا.
بالتزامن مع المحادثات، قصفت روسيا مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 220 ألف مشترك، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني.
كما رُصدت هجمات مسيرات متبادلة بين الطرفين، إذ أعلنت أوكرانيا إسقاط 71 مسيرة روسية، بينما قالت روسيا إنها حيدت 33 مسيرة أوكرانية أطلقت على أراضيها.
الولايات المتحدة تراقب وتضغط
تأتي هذه الجولة بعد مهلة حددها ترامب بـ50 يومًا للتوصل إلى اتفاق، وإلا سيُفرض عقوبات قاسية على موسكو.
وعلى الرغم من خيبة أمل واشنطن أخيرًا من تعنت بوتين، إلا أن الإدارة الأمريكية أعلنت استئناف إمدادات السلاح لكييف ضمن تنسيق مع الناتو.