احتضنت البيضاء، اليوم الثلاثاء 8 يوليوز، الدورة السادسة من يوم المستهلك المغربي، الذي تنظمه مجلة “كونسو نيوز”، واختير له هذه السنة شعار: “التجارة الإلكترونية والمعطيات الشخصية: أي حماية للمستهلك المتصل؟”.
وعرف الحدث حضور عدد من الخبراء والمسؤولين العموميين والحقوقيين وممثلي الشركات والمجتمع المدني، لمناقشة رهانات حماية المستهلك في ظل التطور المتسارع للتجارة الرقمية.
وفي كلمة الافتتاح، أكد نبيل التوفيق، مؤسس يوم المستهلك المغربي، أن النسخة السادسة تأتي لتعيد النقاش حول مكانة المستهلك في العصر الرقمي، حيث أصبحت المشتريات والمدفوعات وأنماط الاستهلاك خاضعة لتحولات سريعة تفرض تحديات قانونية وتقنية جديدة، خصوصا في ما يخص حماية المعطيات الشخصية ومكافحة الاحتيال الإلكتروني.
وتميز اللقاء بتنظيم جلستين رئيسيتين، خصصت الأولى للإطار القانوني المنظم للتجارة الإلكترونية، حيث ناقش ممثلو وزارة الصناعة والتجارة، وحقوقيون، وجمعيات لحماية المستهلك، مضامين القوانين الجاري بها العمل مثل القانون 09-08 واللائحة الأوروبية العامة لحماية البيانات RGPD، كما تناولوا مسؤوليات المنصات الرقمية، وضرورة التزام الفاعلين في التجارة الإلكترونية بواجبات قانونية لحماية المستهلكين، بما في ذلك آليات محاربة الجريمة الإلكترونية وتفعيل دور المستهلك في صياغة التشريعات.
أما الجلسة الثانية، فتناولت تجارب شركات مغربية متقدمة في مجال حماية البيانات الرقمية، حيث استعرض مسؤولوها الحلول التقنية المعتمدة مثل التشفير وتقنيات البلوك تشين ونظم المصادقة القوية. كما تمت مناقشة آليات الالتزام بالتشريعات والشفافية الداخلية والتحديات المرتبطة بتوقعات الزبناء وتطور أساليب الحماية الإلكترونية.
وتم تقديم معطيات رقمية دقيقة تعكس حجم التحدي، من بينها تسجيل زيادة سنوية بنسبة 30 في المائة في شكاوى المستهلكين المرتبطة بالتجارة الإلكترونية، أكثر من 60 في المائة منها موجهة ضد فاعلين في القطاع غير المهيكل. كما تبين أن ما بين 60 و80 في المائة من المعاملات الإلكترونية تتم بالدفع نقدًا عند التسليم، وأن 70 في المائة منها تمر عبر الهاتف المحمول، في وقت يعيش فيه حوالي 45 في المائة من المواطنين في المناطق القروية وشبه الحضرية، ما يطرح تحديات تتعلق بالبنية التحتية الرقمية والولوج وحماية البيانات.
أجمع المشاركون في ختام النقاش على أن المغرب يخطو بثبات نحو إرساء إطار قانوني وتنظيمي يحفز التجارة الإلكترونية الآمنة، وأشادوا بالدور المحوري الذي تلعبه وزارة الصناعة والتجارة في هذا المسار. كما دعوا إلى تعزيز وعي المواطن المغربي بدوره كفاعل رقمي مسؤول، والتأكيد على أن حماية المستهلك يجب أن تواكب التطورات التكنولوجية السريعة بما يضمن ثقة المواطن في البيئة الرقمية.
يذكر أن مجلة “كونسو نيوز”، التي تنظم يوم المستهلك المغربي، تعد من أبرز المنصات الإعلامية المتخصصة في التثقيف في مجالات الاستهلاك والتسويق، وتسعى من خلال هذا الحدث السنوي إلى توفير فضاء للتفكير والنقاش حول العلاقة بين المستهلك والعلامات التجارية في ظل التحولات الاقتصادية والرقمية الراهنة.
مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي:
مرتبط
