وشملت الأسباب، إشعال الحرب الحالية المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، إضافة إلى رفض الجهود السلمية الداعية لوقفها.
واتهم التحالف تنظيم الإخوان، بمحاولاته المتكررة للاستيلاء على السلطة بالقوة ودعم الانقلابات العسكرية وآخرها انقلاب أكتوبر 2021.
كما اتهمه بارتكاب عمليات إبادة جماعية أدت إلى مقتل مئات الآلاف في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان خلال الحروب التي اندلعت في تلك المناطق في العام 2003.
تاريخ “الإخوان” في السودان
وتعود علاقة تنظيم الإخوان بالسودان إلى أواخر أربعينيات القرن الماضي، عندما بدأ في الظهور في شكل شبكات صغيرة ومحدودة، لكن سرعان ما وسع قاعدته وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم.
وبالفعل، استخدم تلك الشبكات في تنفيذ أول محاولة انقلابية في العام 1959، أي بعد ثلاث سنوات من استقلال البلاد من الحكم الإنجليزي في 1956.
واستمرت تلك المحاولات الفاشلة حتى العام 1989 عندما نفذوا بنجاح انقلاب المخلوع عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عاما.
تغيير الوجه والمضمون واحد
وخلال العقود السبع الماضية، غير التنظيم مسمياته عدة مرات فمن حركة التحرير الإسلامي تحول إلى تنظيم الإخوان، ثم جبهة الميثاق، ثم الجبهة الإسلامية، وأخيرا المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي في تسعينيات القرن الماضي.
وتتزايد المخاوف من أن يستخدم التنظيم قاعدته المالية الضخمة في تمويل أنشطة إرهابية عابرة للحدود على غرار ما حدث في تسعينيات القرن الماضي عندما تورط في دعم وتمويل عمليات إرهابية كبيرة كانت سببا في إدراج اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب والتي أقعدت الاقتصاد السوداني أكثر من 27 عاما وكبدته خسائر مباشرة وغير مباشرة قدرت بنحو 700 مليار دولار.
ويقدر حجم قاعدة تنظيم الإخوان المالية بأكثر من 100 مليار دولار، تمكن من جمعها من خلال تمكين عناصره من كل مفاصل الدولة الاقتصادية والتجارية، إضافة لعائدات أكثر من 40 شركة تتبع للتنظيم.
ميليشيات مشبوهة
ويستمد التنظيم، جزءا كبيرا من قوته من الميليشيات المسلحة التي شرع في بنائها منذ بداية التسعينيات وجند لها آلاف الشباب لحمايته، ومن أبرزها كتيبة البراء وقوات الدفاع الشعبي والأمن الطلابي التي خصص لها مليارات الدولارات وزودها بتجهيزات عالية ومنحها صلاحيات كبيرة، ومكنها من إنشاء مؤسسات اقتصادية ضخمة استفاد منها في دعم مالية التنظيم وفي تقوية تلك المليشيات التي كانت سببا مباشرا في حماية سلطة التنظيم طوال اعوام حكمه الثلاثين واداة فاعلة لقمع وقتل المعارضين.
ويمتلك التنظيم شبكات إعلامية ضخمة تشمل عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية، كما يضخ أموالا ضخمة لتمويل مجموعات تتخصص في بث الشائعات والأخبار المفبركة على وسائط التواصل الاجتماعي.
وتتبع للتنظيم ثلاث صحف يومية، إضافة إلى عدد من القنوات التلفزيونية التي تبث من داخل وخارج السودان. ويستخدم التنظيم في وسائط التواصل الاجتماعي لدعم مخططاته من خلال بث الشائعات، عبر أكثر من 3 آلاف حساب تديرها مجموعات تابعة له.