محليات
104
الدوحة – موقع الشرق
نشر المركز القطري للصحافة تقريرا حول معاناة الصحفيين في قطاع غزة ، وجاء في التقرير: “ببطون خاوية وأجساد أنهكها الجوع والعطش والعمل لساعات طويلة تحت نيران القصف ووسط الدمار وانهيار تام لكل لمقومات الحياة، يقاوم مئات الصحفيين في غزة الموت لنقل الأوضاع الكارثية لسكان القطاع الذين يموتون قتلاً وتجويعاً وحصاراً منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، وحتى الآن أمام مرأى ومسمع العالم. شهداء الحقيقة باتوا عاجزين عن توفير لقمة تسند أجسادهم الواهنة، وهم يوثقون مجاعة غير مسبوقة تنهش أجساد أهل غزة؛ بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي وصول المساعدات، وهو ما دفع وكالات الأنباء العالمية، لإصدار بيان مشترك أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء الظروف الإنسانية المروعة التي يعاني منها الصحفيون المحليون العاملون لصالحها في قطاع غزة.
وقال بيان مشترك صدر عن فرانس برس (AFP)، أسوشيتد برس (AP)، بي بي سي (BBC News)، ووكالة رويترز (Reuters): “نحن قلقون للغاية على صحفيينا في غزة، الذين أصبحوا بشكل متزايد غير قادرين على إطعام أنفسهم وعائلاتهم. لأشهر طويلة، كان هؤلاء الصحفيون المستقلون بمثابة عيون وآذان العالم على أرض غزة، وهم الآن يواجهون نفس الظروف المزرية التي يغطّونها”.
وتابع البيان: “يعاني الصحفيون من حرمان ومصاعب جمة في مناطق الحرب. ويساورنا قلقٌ بالغٌ؛ لأن خطر المجاعة أصبح الآن أحدها”. وأضاف البيان: “نوجه نداء آخر للسلطات الإسرائيلية للسماح للصحفيين بالدخول والخروج من غزة، وضمان وصول الإمدادات الغذائية الكافية إلى السكان هناك”. يبرز البيان المشترك، الصادر عن هذه المؤسسات الإعلامية الأربع – والتي نادراً ما تجتمع على إصدار موقف موحد – حجم التدهور الخطير في الأوضاع داخل غزة، وواقع التهديد المتصاعد الذي يواجهه الصحفيون العاملون هناك. كانت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، قد أصدرت بياناً صحفياً غير مسبوق يوم الأحد الماضي، عبرت فيه عن قلقها الشديد حيال الوضع الإنساني المتدهور الذي يعيشه مراسلوها المتبقون داخل قطاع غزة، مؤكدة أنها «تخشى لأول مرة منذ تأسيسها عام 1944 من إمكانية أن يموت مراسلوها جوعاً».
وجاء في نص البيان: بدون تدخل فوري، آخر مراسلي غزة سيموتون، ووفقاً للوكالة، فإنها تعمل حالياً مع كاتب نصوص مستقل، وثلاثة مصورين، وستة مصوري فيديو مستقلين داخل غزة منذ أن غادر صحفيوها الدائمون في أوائل عام 2024. احتجاجات وشهادات وشهدت الأيام الماضية وقفات احتجاجية وشهادات حية لصحفيين وإعلاميين داخل غزة، توثق مأساةالصحفيين الذين استشهد منهم 231 صحفياً وصحفية في قصف متعمد لمواقع تمركزهم ومنازلهم وأماكن إيوائهم وعلاجهم، والذين باتوا يشاركون أهل غزة مأساة الموت البطيء؛ بسبب نقص الغذاء والمياه النقية والعلاج.
من بين تلك الروايات قصة بشير فتحي كامل أبوالشعر، صحفي مستقل متعاون مع الجزيرة مباشر، وتلفزيون فلسطين الذي قال: أبلغ من العمر 42 عاماً، متزوج وأب لسبعة أطفال، من بينهمالطفلة «راما» التي تعاني من مرض مزمن، ومستعد لمقايضة كاميرتي، التي كانت رفيقة دربي المهني، مقابل شوال دقيق أسدّ به رمق أطفالي.
وأضاف أبوالشعر: «المجاعة في غزة تزداد ضراوة يوماً بعد يوم، والألم يمتد ليشمل الجميع دون استثناء، الحصار والتجويع والتهجير والقتل ليست مجرد مفردات إعلامية، بل واقعًا نعيشه ونوثّقه، ونحن كصحفيين لسنا استثناء، نجوع كما يجوع أهلنا”. وجبة واحدة وتقول الصحفية دعاء روقة مراسلة قناة المسيرة في غزة: حالنا كصحفيين لا يختلف كثيراً عن أهلنا في القطاع، أنا أعمل 13 ساعة يومياً لنقل الأحداث، أتضور جوعاً خلال العمل المتواصل، ولا أكل سوى وجبة واحدة يومياً إذا توفرت، هذه الوجبة عبارة عن رغيف من الخبز أو طبق عدس، ووصل سعر كيلو العدس إلى ما يعادل 100 دولار .
وأضافت: أقف أمام الكاميرا لأداء عملي ولكني منهكة جسدياً، والمجاعة تشتد يوماً بعد يوم، والجوع ينهش أجسادنا، فنحن مجوعون ولسنا جوعى. رحلات شاقة يضطر مصوّر الفيديو الفلسطيني يوسف حسونة الذي يعمل بوكالة الأنباء الفرنسية إلى السير ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة يومياً؛ لتغطية أخبار الحرب، فيما يمشي ما يعادل 25 كيلومتراً ذهاباً وإياباً للحصول على الخبز، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والمياه النقية، وارتفاع أسعار الوقود، وخطورة التنقل في الشوارع في قطاع غزة المحاصر.
وروى حسونة (48 عاماً) كيف أن رحلاته الشاقة في الشوارع وفوق أنقاض المباني في قطاع غزة وسط درجات حرارة تتجاوز 30 درجة مئوية، “صعبة.. صعبة جداً”. وأضاف: هناك صعوبة في الحصول على المياه سواء المياه الحلوة أو المياه المالحة. يضطر أولادي إلى الوقوف بالطابور أربع أو خمس ساعات لجلب المياه، لا سيما المياه الحلوة؛ بسبب أعداد الناس الكبيرة التي تتهافت عليها.
مساحة إعلانية