الدكتور محمد سعود الأعظمي
(1). مراجعة القوائم الانتخابية في ولاية بيهار ومأزق الوثائق الثبوتية
أفادت صحيفة ذا هندو (The Hindu) في عددها الصادر بتاريخ 9 يوليو 2025 أن لجنة الانتخابات الهندية بدأت عملية “المراجعة الخاصة المكثفة” لقوائم الناخبين في ولاية بيهار، في إطار استعدادها للانتخابات المقبلة.
وقد حددت اللجنة 11 وثيقة يمكن أن يعتمد عليها المواطن لإثبات هويته، لكن المثير للجدل أن خمسًا من هذه الوثائق لا تحتوي على تاريخ أو مكان الميلاد، وهو ما يُعد شرطًا أساسيًا للتسجيل في السجل الانتخابي.
ورغم أن الوثائق الأكثر استخدامًا بين المواطنين الهنود، مثل بطاقة آدهار، بطاقة الناخب (EPIC)، وبطاقة PAN، تُستخدم بشكل دائم في مختلف الإجراءات الرسمية، إلا أنها لم تُدرج ضمن قائمة الوثائق المعتمدة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التضارب في المعايير قد يؤدي إلى حرمان آلاف المواطنين من تسجيل أسمائهم في قوائم التصويت، خصوصًا من الفئات الريفية والفقيرة التي لا تملك وثائق تعليمية أو شهادات ميلاد. كما نبهت إلى أن استبعاد هذه الوثائق الأساسية يشكل تحديًا كبيرًا لنزاهة وعدالة العملية الديمقراطية.
(2). القومية التي ضاعت بين الشعارات والتشويه
وفي عددها الصادر يوم الثلاثاء، الموافق 27 مايو 2025، نشرت صحيفة ذا إندين إكسبرس (The Indian Express) مقالًا تحليليًا بقلم المفكر والكاتب السياسي يوغيندرا ياداف، تحت عنوان: “القومية التي نسيناها”.
أوضح الكاتب أن مفهوم القومية في الهند قد مرّ بتحوّل خطير، حيث تراجع من كونه حالة وطنية جامعة قائمة على التنوع والتعددية، إلى قومية ضيقة ومقلدة، تستخدم كـ”سلاح سياسي” لمهاجمة المعارضين والتضييق على الحريات.
وسلط الكاتب الضوء على قضية الدكتور علي خان محمودآباد، الذي اتُّهم بالعداء للوطن فقط لأنه عبّر عن رأيه في السياسة الخارجية، ما عده الكاتب دليلاً صارخًا على استغلال القومية كأداة إسكات لا كهوية وطنية.
وشدد على أن القومية الهندية التي تبنّاها قادة الاستقلال مثل نهرو وسردار باتيل وجايبراكاش نارايان كانت تقوم على احترام اللغات، الأديان، الاختلافات الثقافية، والدستور، لا على التهديد والتخوين.
كما انتقد استخدام العداء ضد باكستان والصين كوسيلة “استعراضية” لصرف النظر عن المشكلات الداخلية الحقيقية، كالنزاعات الطائفية، أو التوترات بين الولايات.