قال الفنان أحمد فؤاد سليم، إن المرحلة الابتدائية في حياته كانت أول خيط ينبثق لارتباطه بعالم التمثيل، حيث لم تكن الحصة المدرسية مجرد درس يُلقى، بل كانت مسرحًا مصغرًا يديره معلم استثنائي يدعى محمود، موضحًا أن هذا المعلم كان يتقمص شخصيات من التاريخ، ويرتدي أزياء تشبه تلك الخاصة بمحمد علي أو نابليون، ويحول الفصل الدراسي إلى ساحة سرد حي، فتتحول الكتب إلى مشاهد، والوقائع إلى حوار نابض.
وأضاف سليم، خلال لقائه ببرنامج “ستوديو إكسترا” المذاع عبر فضائية “إكسترا نيوز”، أن تأثير هذا المعلم لم يكن قاصرًا على أسلوب التدريس فحسب، بل امتد ليشكل وجدانه كطفل صغير وجد نفسه مأخوذًا بعفوية التمثيل، دون أن يُدرك أن بذرة الفن قد زُرعت فيه، لا عن قصد، بل كأنها وقعت من قلب المدرس إلى قلب التلميذ.
وأشار إلى أن المعلم ذاته، كان يلهو مع طلابه في ملاعب المدرسة، ويشاركهم مباريات كرة القدم، مما عمق العلاقة الإنسانية بينهم، ورسخ تأثيره التربوي والنفسي والفني، مؤكدًا أن المناخ المدرسي آنذاك ساعده على اكتشاف موهبته مبكرًا، حيث لم تكن الأنشطة مجرد رفاهية، بل كانت امتدادًا لشخصية الطالب، تشمل المسرح، والفنون، والموسيقى، والرياضة، وكلها عناصر ساهمت في بناء شخصيته.